الشناوي :
قبلة تحية
كاريوكا لا تنسى
يوتيوب الرجال مازال الحديث يتواصل مع
دونجوان السينما المصرية وفتي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحلام النساء والفتيات كمال الشناوي الذي يذكرنا بعصر الرومانسية وسينما
الأحلام عبر الأدوار التي قدمها ومس بها قلوبنا وعزف فيها علي مشاعرنا. في الحلقة الماضية تحدث عن أسباب اختفاء الحب من حياتنا ومواصفات المرأة التي
تنال إعجابه, وقصته مع الفنانة الشهيرة وصورها العارية وأول حب في حياته.
وفي هذه الحلقة يواصل اعترافاته العاطفية ويتحدث عن تحية كاريوكا وشادية
وفاتنة أسيوط.
والشناوي إلي جانب اختياره المحدد المتألق للألفاظ التي تعبر بدقة عما يقصده
يشحن كلماته بأحاسيس تجعلها نابضة بالحضور..
* في الحلقة الماضية ذكرت أنك أحببت أكثر من مرة في
مرحلة الصبا والشباب المبكر هل كانت تجارب حب كاملة؟ لأ.. لكنها تجارب حب أفلاطونية لا أثر للجنس فيها, لكن أول تجربة حب
كاملة مررت بها كانت بعد تخرجي في كلية التربية الفنية وعملي كمدرس رسم في
أسيوط, فأثناء تلك المرحلة عشت تجربة حب عاصفة حيث تعرفت في حفل أقامته
الأميرة شويكار في أسيوط إلي امرأة بارعة الحسن والجمال, مكتملة الأنوثة من
ذلك النوع من النساء الذي يوحي شكله بأنه لم يخلق إلا للقبلات والحب, كانت
ترتدي تاييرا أنيقا من الشاركسكين الأبيض وكان الشاركسكين أيامها قمة
الأناقة, وعندما رأيتها أحسست بقلبي يخفق بشدة فاقتربت منها وحدث بيننا
تعارف سريع, وبعد انتهاء الحفل عرضت عليها أن أوصلها في طريقي فلم تمانع,
وفي الطريق تبادلنا حديثا قصيرا كأننا نسرق الكلمات ولم أعرف عنها إلا اسمها
وأنها من أسرة محافظة وأنها شقية جدا في حياتها, وبعد هذا اللقاء تكررت
لقاءاتنا, ونظرا لأن تقاليد أسيوط متزمتة فقد ابتكرنا طريقة للقاء حيث كانت
تستقل عربة حنطور مسدلة السقف تتوقف بها عند باب بيتي فأغادره إلي العربة
رأسا وينطلق بنا الحنطور خارج المدينة إلي حيث الحقول ممتدة حتي الأفق,
وأحببت فاتنة أسيوط وعشت معها أجمل فترة في حياتي ومنها تعلمت وتذوقت كل
ألوان الحب, لدرجة أنني لم أكن أفترق عنها إلا الأيام القليلة التي كنت
أزور فيها القاهرة.
* طالما أنه كان بينكما كل هذا الحب لماذا لم
تتزوجها؟ لأنها لم تكن صريحة معي وأخفت عني أنها متزوجة ولها ابن.
* ماذا فعلت عندما اكتشفت كذبها؟ تركتها فورا وتركت أسيوط كلها ورجعت إلي القاهرة وبدأت عملي السينمائي,
وبعد حوالي عامين زارتني في منزلي في القاهرة وقالت لي إنها انفصلت عن زوجها
وتنازلت عن جميع حقوقها ثمنا للطلاق, وطلبت مني أن نعود إلي بعض, لكنني
رفضت بشدة فقالت لي وأنا أودعها إذا تخليت عني فسوف أنتحر! فكنت حازما
وأصررت علي الابتعاد عنها مهما تعذبت وشقيت.
* هل نفذت تهديدها وانتحرت؟ قال ضاحكا.. لم تنتحر ولكنهاتزوجت, ولقد عرفت ذلك منها بعد سنوات
طويلة.. ففي أحد الأيام كنت أسير في الطريق متجها إلي حيث ركنت سيارتي حين
لمحت سيارة تهدي من سرعتها ويخرج منها صوت مألوف لأذني يقول معقول النجم
الكبير يمشي علي قدميه وعرفت صوتها علي الفور وقلت ضاحكا لا أبدا.. سيارتي
علي بعد خطوات, فقالت افتكرت ماعندكش سيارة كنت هزعل وواصلت كلامها ضاحكة
وأضافت هل ممكن تعزمني علي شيء؟! وأثناء جلوسنا في أحد الكازينوهات روت لي
كيف أنها تزوجت للمرة الثانية وأصبحت سيدة أعمال وتشرف بنفسها علي مشروع كبير
ودعتني لزيارتها في فيلتها في شارع الهرم لكني لم ألب الدعوة! وبعد سنوات
أخري عديدة رأيتها مرة أخري لكن بصورة مختلفة تماما, حيث كنت أسير في شارع
قصر النيل عندما رأيت مشهدا لا يمكن أن أنساه, رأيت سيدة مشعثة الشعر تسير
حافية القدمين وقد أمسكت حذاءها في يدها وتمشي زائغة البصر لا تكاد تستقر
نظراتها علي المارة أو المحلات, وفجأة وجدتها أمامي ثم سألتني ألا
تذكرني؟! ودققت النظر فإذا بي أمام ساحرة الأمس صاحبة التايير الأبيض,
وشعرت بمرارة, وأحسست كأن إحدي أجمل لوحاتي قد عبث بها إنسان مستهتر وأضاف
إلي خطوطها المرسومة بعناية شخبطات.. وقلت بأسي كيف لا أتذكرك؟
فقالت بتوسل هل تمانع في أن توصلني إلي بيتي في شارع الهرم؟واعتقدت أنها
لاتزال تقيم في الفيلا التي قالت لي عنها وأن ما أراه ليس إلا صورة مؤقتة
ناتجة عن ظرف طاريء ولكني وصلت إلي نهاية شارع الهرم فطلبت إلي أن أتجه إلي
شارع جانبي وبعد أن توغلت السيارة في طرق ملتوية غير ممهدة وصلنا إلي غرفة
صغيرة أشبه بالكوخ لا كهرباء فيها تضيئها لمبة صغيرة من الكيروسين, وعلي
الضوء الشاحب روت لي مأساتها وكيف استولي زوجها علي ثروتها ولم يعد لها من
حطام الدنيا سوي ذلك الكوخ وبكيت لمأساتها وعرضت عليها أن أساعدها ماديا
لكنها رفضت بشدة, واقترحت علي أن ألحقها بعمل ما وفعلا أقنعت الصديق الفنان
صلاح أبو سيف بأن يستعين بها في تنسيق الإكسسوار نظرا لذوقها الرفيع الذي لم
تفسده الأيام, وقامت بالمهمة علي أكمل وجه لكن كثيرين شكوا من عصبيتها
الزائدة فلم يسند لها عمل جديد, وبعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهها قررت
الهجرة إلي استراليا حيث سبقها ابنها وبالفعل هاجرت وانقطعت أخبارها عني.
* أستاذ كمال.. الحب استمتعت به وأنت في سن
العشرينيات أم الثلاثينيات أم الأربعينيات أم الخمسينيات أم في عمر الشيخوخة؟ الحب ليس مرتبطا بسن معينة طالما أنك في حالة صحية ونفسية جيدة, فالحب وكما
يقول الشاعر الكبير نزار قباني فاكهة لكل الفصول المهم هو الطريقة التي تتذوق
بها هذه الفاكهة, وأتصور أن السن التي تمتد من الأربعين إلي الخمسين هي
التي نتذوق فيها الحب بعقلنا وخبرتنا ونضجنا وليس بطيشنا واندفاعنا.
* الموسيقار محمد عبدالوهاب يقول الرجل مخلص عاطفيا
وإن لم يكن بالضرورة مخلصا جنسيا هل تتفق مع هذه المقولة؟ بالتأكيد وهذا راجع إلي أن شهوة الرجل قوية والإغراءات تحيط به من كل جانب!
* القبلة السينمائية كانت أحد أهم ملامح نهايات
الأفلام العربية القديمة ما هي القبلة التي لا يمكن أن تنساها؟ قبلتي للفنانة تحية كاريوكا في فيلم أميرة الجزيرة الذي قمت ببطولته أمامها
في بداية مشواري الفني وبالتحديد عام.1948
* لماذا تحية كاريوكا تحديدا رغم أنك قمت بتقبيل كل
فنانات[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مصر تقريبا؟ لأن تحية كاريوكا كانت فتاة أحلامي, وكانت تتمتع بسحر تحسدها عليه كل نجمات
السينما جسد يتفوق علي جسد مارلين مونرو, المهم عندما قرأت السيناريو وعلمت
بإنه توجد بيننا قبلة سعدت جدا بهذا, وعندما جاء ميعاد القبلة وصاح المخرج
أكشن انهلت عليها بقبلة طويلة أخرجت فيها كبت كل سنوات الحرمان, لدرجة أن
تحية أصابها ذهول بعد القبلة مباشرة وظلت تتذكرها وتذكرني بها إلي أن رحلت.
* في أفلامك السينمائية أحببت كل نجمات السينما
المصرية هل حدث مرة أن أحببت فنانة من طرف واحد ولم تصرح لها بحبك؟ قال ضاحكا.. حدث هذا فعلا مع الفنانة راقية إبراهيم التي كانت تجمعني بها
صفة جميلة هي حسن التحدث مع من حولنا بصوت منخفض, فمن طبعي الميل إلي
الدبلوماسية في الكلام واحترام المرأة ووجدتها كذلك, بالإضافة إلي أنني
وجدت في شخصيتها رقة ونعومة طبيعيتين وليستا مصطنعتين, وأثناء تمثيلي معها
في فيلم ماكانش علي البال واقترابي منها وجدت النموذج الأمثل لي كرسام من حيث
الشكل والمضمون ومثل كل الرساميين الذين يتوهمون في لحظة أنهم في حالة حب مع
الموديل عشت هذا الحب الذي كان من طرف واحد, ومن كثرة حبي لها لم أخبرها
بالأمر ورسمت لها صورة كتبت عليها كلمات حب جميلة, وعندما شاهدت راقية
وقرأت ما كتبته سألتني برقة شديدة إنت بتحبني يا كمال؟! فأصابني الخجل
واحمر وجهي ولم أستطع أن أرد عليها أو أبوح لها بحبي.
* ما الذي أعجبك في راقية إبراهيم؟ ثقتها الشديدة واعتزازها بنفسها بالإضافة إلي شياكتها ورقتها.
* ارتبط اسمك باسم الفنانة الكبيرة شادية وكونتما
معا دويتو سينمائيا جميلا قدم للشاشة أكثر من20 فيلما وتزوجتما في معظم هذه
الأفلام لماذا لم تتزوجا علي أرض الواقع؟ بعد صمت ثوان وكأنه يفكر في الإجابة قال القدر كان وراء ذلك, لكن هذا لا
يمنع أن شادية أسهمت في شهرتي وأنا أسهمت في شهرتها وكونا معا أول دويتو
سينمائي ناجح, وشادية أنقذتني من مطب كبير وهوعندما وقفت لأول مرة أمام
الكاميرا كانت كل نجمات السينما مثل كوكا ـ ليلي فوزي ـ مديحة يسري ـ راقية
إبراهيم ـ مديحة يسري ـ رجاء عبده أكبر مني سنا فجاءت شادية وأنقذتني, لذلك
تجد صورتنا نحن الاثنين مازالت مضيئة حتي الآن عند الجمهور لأننا كنا
متقاربين في السن ولايقين علي بعض.
* هل زواجك من عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية راجع
إلي حبك الشديد لشادية؟ ضاحكا بالعكس زواجي من عفاف شاكر كان سببا في عدم زواجي من شادية, وكل ما
يمكن أن أقوله في هذا الموضوع إن زواجي بعفاف شاكر كان إنقاذا لموقف وهذا سر
لن أبوح به!! بدليل أن زواجي منها لم يستمر أكثر من شهر