الشناوي : عشت مع ناهد
شريف اجمل
ايام عمري
يوتيوب الرجال كمال الشناوي فنان من طراز خاص احترم فنه فاحترمه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جمهوره واحتفظ طوال مشواره بكبرياء الفنان فظلت صورته جميلة في الذاكرة حتي
وهو بعيد عن الفن, في هذا الحوار يمنحنا تأشيرة خروج لكل ما في أعماقه
وعقله من أفكار ومشاعر وذكريات, في ا
لحلقة الأولي من
اعترافاته العاطفية تحدث عن أسباب اختفاء الحب من حياتنا ومواصفات
المرأة التي تنال إعجابه وقصته مع الفنانة الشهيرة وصورها العارية وأول حب في
حياته, وفي الحلقة الثانية تحدث عن قبلة تحية كاريوكا التي لا تنسي, وسر
عدم زواجه من شادية وأول امرأة علمته الحب.
وفي هذه الحلقة يواصل اعترافاته ويتحدث عن زواجه من الفنانة هاجر حمدي
وحكايته مع ناهد شريف.
أحببت امرأة لمدة عشر سنوات دون أن أراها*
أستاذ
كمال في الحلقة الماضية تحدثنا عن زواجك من الفنانة عفاف شاكر الذي لم يستمر
كثيرا لأسباب رفضت الافصاح عنها والآن نريد معرفة كيف تعرفت إلي زوجتك
الثانية الراقصة هاجر حمدي؟ قال ضاحكا كان من المقرر أن تكون هاجر حمدي زوجتي الأولي وليست الثانية ولهذه
الحكاية قصة طريفة فأثناء عملنا معا في فيلم حمامة السلام عام1948, كسرت
هاجر في حياتي أصناما كثيرة, حطمت فكرة أن الراقصة مجرد جسد, فقد كانت
هاجر عقلا, وعقلا كبيرا واكتشفت فيها بعد عدة لقاءات قليلة ومن خلال حوار
كان يتصل بين الحين والآخر أنها صاحبة خلفية أدبية كبيرة قرأت لأغلب الكتاب
الكبار معظم إنتاجهم, وأنها أيضا متحدثة بارعة تجيد إبراز ما قرأت
واستوعبت, علاوة علي أن تفكيرها مرتب جدا ومنطقها قوي دون افتعال, وفي
أحد الأيام دعتني إلي منزلها فإذا بي أجد مكتبة عامرة مليئة بالكتب قلما
تتوافر لأديب أو صحفي أو رجل فكر, ولم تكن الكتب مجرد أسفار مرصوصة وإنما
انتقل أغلبها من الأرفف إلي عقل صاحبتها فأكسبتها خلفية عريضة ومنحتها القدرة
علي خوض أي موضوع بدراية, وغيرت زيارتي لمنزل هاجر في ذهني صورة الراقصة
التي عمقتها في خيالنا أفلامنا العربية القديمة التي تظهر الراقصة إما سارقة
أزواج أو خرابة بيوت أو شريكة لزعيم العصابة وبالإضافة إلي ثقافة هاجر وجدت
فيها إنسانة كريمة جدا إذا ما حان وقت الغداء وجدتها أمامي وفي يدها لفافة
ساندوتشات قائلة: خادمتي تعد لي أكثر مما تحتمل معدتي هل تتكرم وتخفف عني
بعض العبء؟! وبهذه الطريقة الدبلوماسية كانت تقدم لي الطعام, وفي هذه
الأثناء لم أكن أمتلك سيارة في حين كان لديها سيارة وسائق خاص, وكنت أقيم
في هذا الوقت في شقة مفروشة في باب اللوق, بعد أن تركت منزل جدي فكانت تصر
علي أن تقوم بتوصيلي وهي في طريقها إلي منزلها في عمارة بحري في ميدان
الإسماعيلية الذي تحول اسمه بعد الثورة إلي ميدان التحرير, بهذه الطريقة
البارعة كانت تعاملني وبها أيضا أسرتني إلي درجة الحب, وفكرت كثيرا أن
أتزوجها ولكن تصوير الفيلم انتهي وفرقت بيننا أشياء كثيرة وانشغل كل منا
بحياته وعمله الفني, ولم أرها لفترة طويلة وهذا الابتعاد نقلها من الخانة
الأولي التي كانت مرشحة لها أصلا إلي الخانة الثانية فبدلا من أن تكون هاجر
حمدي زوجتي الأولي أصبحت مع الأيام زوجتي الثانية بعد أن تعرفت إلي الفنانة
عفاف شاكر في بيت الفن عقب انتهاء تصوير فيلم حمامة السلام مباشرة وزواجي
منها.
* ما بيت الفن هذا؟ بيت الفن هذا كان منتدي وصالونا أنشأة الريجسير الشهير قاسم وجدي وكان يتردد
عليه العاملون والعاملات في الفن وبعض الأدباء والصحفيين والمثقفين.
* هل أثر طلاقك من عفاف شاكر علي علاقتك بشقيقتها
الفنانة شادية؟ لم يؤثر الطلاق علي علاقتي بشادية ولا بأسرتها, بدليل عملي معها بعد ذلك في
أفلام كثيرة مثل ساعة لقلبك ـ ليلة الحنة ـ في الهوا سوا ـ الدنيا حلوة ـ
الهوا مالوش دوا ـ بشرة خير وغيرها, وكل هذه الأفلام قمنا بتمثيلها بعد
انفصالي مباشرة عن عفاف شاكر.
*
بعد طلاقك من عفاف شاكر كيف وصلت ما انقطع وتزوجت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من هاجر حمدي؟ بعد طلاقي من عفاف شاكر عدت للسهر في بيت الفن وفي أحد الأيام وبعد عام ونصف
العام من الفراق وهي المدة التي انقضت علي الانتهاء من تصوير فيلم حمامة
السلام التقيت مرة أخري بهاجر حمدي ولم يكن من الصعب وصل ما انقطع وبعد أيام
من عودة اللقاء بيننا فاتحتها في مسألة الزواج فوافقت, وقبل أن تتوجه إلي
المأذون قلت لها لي شرط واحد, فقالت بسعادة مجاب قبل أن تنطق به, قلت هو
أن تعتزلي الرقص, وفكرت للحظات ثم قالت بامتثال: اعتزل الرقص وتزوجنا
وعشنا في سعادة مبالغة إلي أن بدأت الغيرة تدب في حياتنا, والغيرة في الحب
معقولة لكن الغيرة المهنية هي أقسي أنواع الغيرة وبدأت أعاني من هذه الغيرة
خاصة أنني في تلك الفترة كنت في أوج انتشاري لا أكاد أنتهي من تصوير فيلم حتي
أبدأ تصوير فيلم جديد وربما فيلمين, أما هاجر فكانت قليلة العمل بحكم أنها
لم تكن نجمة شهيرة, وبعد سنوات قليلة من زواجنا تم الطلاق بعد أن أنجبنا
ابننا الأول محمد.
*
هل كنت صاحب طريقة خاصة في الحب؟ ضاحكا بالتأكيد لقد كنت نموذجا للرجل الحبيب من خلال ملابسي وطريقة كلامي
وصوتي وتسريحة شعري وشاربي المميز, وأفلامي المليئة بكلمات الحب والغزل دا
أنا كنت موضة ياباشا لهذا كنت فتي أحلام كثير من الفتيات وكثير من البنات كن
يتمنين الزواج من رجل مثل كمال الشناوي!
* هل أصابك الأذي من النساء؟ لا..لأنني أستشعر الأذي قبل حدوثه وأعرف كيف أبتعد في الوقت المناسب.
* ما ضمانات السعادة الزوجية؟ التفاهم والاحترام بين الطرفين.
* في حوار خاص بيننا منذ سنوات قلت لي إن الفنانة
ناهد شريف هي المرأة الوحيدة التي كانت تستطيع إضحاكك هل مازالت عند رأيك؟ بالتأكيد فناهد الله يرحمها كانت من أفضل السيدات اللاتي قابلتهن وارتبطت بهن
في حياتي الشخصية فرغم كثرة النساء اللائي عرفتهن إلا أنني لم أستمتع إلا
بعدد قليل منهن والباقي مررن علي مرور الكرام لأن ما يأسرني في المرأة عقلها
ولا أتصور نفسي في أحضان امرأة جميلة وغبية لأنني بعد أن أتبادل معها الحب
سأجد أنها دميمة جدا لأنها لم تأسرني بعقلها ولكنها أسرتني بشيء آخر!!
وناهد كانت تتمتع بالعديد من الصفات التي تعجبني كرجل مثل الرقة والنعومة
والأدب والأخلاق, ورغم هذا لم أعطها حقوقها وعاملتها كدونجوان.
* قبل أن أسألك ماذا تقصد بأنك لم تعطها حقها وكيف
عاملتها كدونجوان يهمنا في البداية معرفة كيف تم التعارف بينكما؟ تم التعارف بيننا عام1963 في هذا الوقت كنت أنتج فيلما اسمه زوجة ليوم
واحد, وكان من المفروض أن تشاركني بطولته الزميلة العزيزة زبيدة ثروت لكن
لظروف خاصة بها اعتذرت عن الدور, فتم ترشيح ناهد شريف, وأثناء عملنا معا
في هذا الفيلم لاحظت أنها تحب عملها جدا جدا وتوليه كل اهتمامها إلي أقصي
حد, وهذا الإخلاص في العمل جعلني أرشحها للاشتراك معي في أفلام أخري
مثل:الوديعة ـ تنابلة السلطان ـ لصوص علي موعد ونساء الليل والأخير هذا
حصلنا من خلاله علي ثمانية جوائز مهمة من الدولة, وناهد كانت تتميز بخفة دم
وشهامة وحب بنت البلد التي إذا أحبت أعطت وضحت, وفي بداية معرفتي بها لم
أكن مشغولا كثيرا بها لكنها بعد فترة استطاعت أن تجذبني بكلامها الحلو وروحها
وخفة دمها كل هذا جعلني أعجب بها وأقيم معها علاقة زمالة في العمل وعلاقة
صداقة وصداقتي لناهد شريف استمرت منذ عام1968 إلي عام.1972 لكن هذه
العلاقة لم تستمر كثيرا لأنني لم أكن بمستوي حبها لي فلم أقدم لها حياة زوجية
مستقرة لأنني كنت كارها للزواج بصفة عامة ولا أحب أن أكون مقيدا, وعقدتي
أنني لا أرتاح في الزواج مثلي مثل أي زوج!
* ماذا تقصد أنك مثلك مثل أي زوج؟ ضاحكا.. أي زوج في الحقيقة يؤجل بينه وبين نفسه قرارا سريا بالطلاق مدي
الحياة, وقد يحدث أن يصدر قراره في يوم ما لينهي هذه العلاقة التي تربطه
بإنسانة ما وأنا لم أكن أريد لعلاقتي بناهد أن تنتهي لهذا لم أتزوجها, ولا
يعني ذلك أنها لا تصلح كزوجة بالعكس فلو كنت قد تزوجتها منذ بداية حياتي لكنا
عشنا معا سعيدين كزوجين لأنها كانت عطوفة وتملك حنان العالم كله ولم تخطيء
معي أو تجرح قلبي أو تنغص علي حياتي بكلمة واحدة جارحة, رغم أنني أحيانا
كنت أغضب وصوتي يعلو وأتفوه بكلامات قاسية وجارحة لكنها كانت تمتص كل هذا
بابتسامة حلوة ولم تحاول في يوم من الأيام أن ترد علي أية كلمة قاسية ولم
يعلو لها صوت يستفزني أو يثيرني.
* أستاذ كمال اسمح لي أن أسألك سؤالا قد يبدو حساسا
بعض الشيء وهو من ترك الآخر وكتب بيده كلمة النهاية لهذه العلاقة الجميلة أنت
أم هي؟ هي التي تركتني فقد كانت أشجع مني فعندما شعرت بأنني غير قادر علي أخذ قرار
وغير مستقر وقلق ومتوتر ومشغول عنها, والحكاية بيننا أشبه بالبيت الجميل
الذي لا يقوم علي أساس متين ولا يرتكز علي دعم قوي أرادت أن تنبهني وتجعلني
أستيقظ من الحلم لأعيش الحقيقة فكانت هي صاحبة القرار, قررت بحزم أن تتركني
وتنتهي صداقتي لها, وقالت لي بمنتهي الصراحة:أفضل أن نبتعد ونحن أحباب
وأصدقاء والحقيقة أن هذه الحكاية ضايقتني كثيرا لكنني شعرت بأنها في مصلحتها
تماما.
* ما أجمل قصة حب عشتها علي الشاشة؟ عشت أكثر من قصة حب رائعة علي الشاشة في عدة أفلام منها:ليلة الحنة ـ عاشت
للحب ـ وداع في الفجر والوديعة كل هذه الأفلام عبرت عن الحب بصدق لهذا مازالت
في ذاكرة الجمهور حتي اليوم.
* في فيلم الوديعة أحببت هند رستم من صوتها دون أن
تراها هل يمكن أن يحدث هذا علي أرض الواقع ويحب رجل امرأة من صوتها؟ طبعا.. فمن خلال صوت المرأة وحديثها يمكنك معرفة إذا كانت سوية أم لعوبا أم
بنت ناس أم تدعي ذلك, وأشياء أخري كثيرة, وأنا في فترة من الفترات
وبالتحديد في الفترة من عام1952 إلي عام1961 أحببت امرأة من خلال
صوتها, كانت علاقتنا المستمرة يتكفل بها التليفون فلم أرها أبدا ولم أعرف
عنها أي شيء أكثر من أنها معجبة بي, كان حديثها يسعدني واهتمامها بي يدعوني
إلي الاعتزاز فإذا مرضت ألتفت فأري الورد بطيبه وعطره يفاجئني ومعه بطاقة
لطيفة منها, وفي يوم عيد ميلادي أجد جروبي مرسلا لي كل مستلزمات حفلة
كبيرة, وهكذا استمرت علاقتنا دون أن أراها مرة واحدة إلي أن اختفت من حياتي
دون أن أعرف شيئا عن سر اختفائها.
* هل الصداقة كقيمة موجودة بالفعل بين الرجل الشرقي
والمرأة الشرقية هذه الصداقة المجردة بعيدا عن الأحاسيس والانفعالات؟ موجودة وأنا أؤمن بصداقة النساء في حدود معينة طالما أنها لا تسبب لي أو لها
أي ضرر لكن إذا اقتربت الصداقة من منطقة الخطر ابتعد بالتدريج وبشكل لائق.
* هل تؤمن بحرية المرأة؟ إذا كان المقصود من هذه الحرية أن تعبر عن رأيها أو شخصيتها في حدود تقاليد
مجتمعنا الشرقي فلا مانع عندي, أما إذا كان المقصود من الحرية أن تسهر
بمفردها أو مع أصدقاء أو تخرج عن المألوف دون قيود حتي تتساوي مع الرجل في كل
شيء فأنا أرفضها بشدة.
* في رأيك من الذي عبر عن الحب بصدق أكثر أم كلثوم
أم عبد الحليم حافظ؟ كل منهما عبر عن الحب بطريقته الخاصة أم كلثوم عبرت عن المرأة في كل حالاتها
العاطفية, وعبد الحليم كان يشحذ الحب بمعني أن أغانيه كلها استعطاف للمرأة.
* بعد هذا العمر والتجارب العاطفية الكثيرة التي
خضتها هل فهمت المرأة؟ لا.. فالمرأة مازالت بالنسبة لي لغزا كبيرا*